بقلم: إيمان منديلي
تعدّ الهويّة القيمة التي تميّز كل فرد أو مجتمع عن الآخر. فلكلّ أمّة خصائصها و سماتها الاجتماعيّة و المعيشيّة و التاريخيّة. وهذه السّمات هي التي تكوّن عناصر الهويّة وتمكّن من التعايش والتفاهم، ويعدّ البربر أحد هذه المجتمعات التي تواجدت في تونس وتركت أثرا حضاريا متميّزا جعل منهم أمّة ذات خصائص حضارية متعددة. و هذه الميزات التي تجمع بينهم سواء كان ذلك في المعتقد أو اللغة أو العادات أو التقاليد هي التي كوّنت هوية البربر. فمما لا شّك فيه أنّ الحضارات التّي مرّت بتونس على مرّ العصور تركت بصمتها وصنعت جانبا هامًّا من هويّة التونسيّ و لا تزال آثارها مستمرة إلى اليوم إما من خلال الحرف أو عبر التراث الثقافي.و لعل أهم الإشكاليات التي سنحاول الكشف عنها تتمحور حول:
- ما معنى كلمة بربر؟
- أين يتمركز البربر في تونس في وقتنا الراهن؟
- ثقافتهم، عاداتهم، طقوسهم، لغتهم؟
– ماهي الكلمات الأمازيغية المستعملة إلى اليوم في اللهجة التونسيّة؟
تعريف البربر:
لغـــة:
يعرّف ابن منظور لفظ بربر كالآتي: البربرة :كثرة الكلام و الجلبة باللّسان و قيل الصياح، و رجل بربار إن كان كذلك و قد بربر في كلامه بربرة إذا أكثر و البربرة: الصوت و كلام من غضب و قد بربر مثل ثرثر فهو ثرثار.
اصطلاحا:
يقول ابن منظور في تعريف البربر: و بربر جيل من الناس يقال إنهم من ولد بر ابن قيس بن عيلان و لا أدري كيف هذا و البرابرة الجماعة منهم زادوا الهاء فيه إما للعجمة و إما للنسب و هو الصحيح.
فالبربر أناس مختلفون ثقافيّا و عرقيّا ،عن العرب المقيمين في إفريقيا الشّماليّة و تتوجه الأنظار نحو البربر على أنّهم جماعات غير متحضرة يميلون إلى الحياة البدويّة والجبال والصّحاري .يقول ابن خلدون” هذا الجيل من الأدميين هم سّكان المغرب القديم ملؤوا البسائط و الجبال من تلوله و أريافه و ضواحيه وأمصاره، يتخذون من الحجارة و الطين و من الخوص و الشجر و من الشعر والوبر يظعن أهل العزّ منهم و الغلبة لانتجاع المراعي”.
مواطنهم:
إن بلاد البربر كانت أرض فلسطين و ما جاورها من الشّام، و كان ملكهم جالوت الذي قتله داود عليه السّلام و تفرقوا في البلاد و توجه أكثرهم إلى إفريقية وبلاد المغرب.
وبالتّالي يمكن القول إنّ البربر استقروا و لازالوا إلى اليوم في المغرب العربي وإفريقية أي تونس اليوم، فمن بين المناطق التونسيّة التّي لا تزال على العهد “مطماطة” التي تقع غرب مدينة قابس في الجنوب الشرقي من تونس، وهي حفرة كبيرة في باطن الأرض محاطة بمجموعة من الكهوف التي تستخدم كغرف منزلية، ويوجد فيها عدد لا بأس به من البيوت التي ترتبط مع بعضها البعض عن طريق خندق أو ممر يوجد تحت الأرض يسمى بالسّقيفة، وتدهن جدران بيوتها وكهوفها باللّون الأبيض الخالص لحماية النّاس من أشعة الشمس الحارقة، ومطماطة موطن البربر يقول ابن خلدون” هذه شعوب كما ذكر نسابة البربر سابق وأصحابه و هم مفرقون في المواطن…ومنهم بجهات قابس”.
ومطماطة هي الأرض الأصلية التي استقر بها البربر منذ القديم باعتبارهم السّكان الأصلّيين لها، و لا تزال آثارهم وإرثهم الاجتماعي و عاداتهم و تقاليدهم وثقافتهم البربرية موجودة حتى اليوم، فهي قلعة أثرية بأتم معنى الكلمة استطاعت أن تحافظ على معالمها بفضل وعي سكّانها في المحافظة على إرث آبائهم.
والآثار البربرية لم تقتصر على مطماطة بل إنّنا نجدها بقفصة والتي تقع بدورها في الجنوب التّونسي حيث اتخذوا منها مستقرًّا لهم وسكنوها لقرون تاركين أثر نمط معيشي لا يزال إلى اليوم يميّزهم عن غيرهم. ومن أبرز المواقع الأثرية بجهة قفصة نجد منطقة الساكت “أولاد بو سعد” وهي منطقة جبلية تمتد في أعماق جبال عرباطة تحدّها الطالح جنوبًا ،بعمران غربًا و السّند شرقًا وطافر طاست شمالاً، والملاحظ بمدينة قفصة أن كلّ التسميات حاليا ذات أصل أمازيغي مثل “تيغال”” أغري تغور” و”شمان” و”تيجخت”….ويوجد بالمنطقة الفاصلة بين الساكت وطافرست كهوف تؤكد الوجود الأمازيغي المتغلغل في القدم في هذه الأراضي، فقد نحت البربر بأشكال بسيطة عددًا من المغارات والكهوف مثل تلك التي وجدت في مطماطة، و المؤكد أن الاثار البربرية لم تقتصر على تلك المغارات و الكهوف بل انها تعدت الحدود لنجدها في الأكل و الملبس…، وهو ما سنراه لاحقا في بحثنا.
ومن جنوب البلاد نواصل رحلتنا في البحث عن مواطن الأمازيغ لنتوقف في مدينة سوسة، أي وسط السواحل الشرقية لتونس لنجد قرية “تكرونة”، وهي كذلك قرية أمازيغية. وتقع هذه القرية في أعلى الجبل تحيط بها الصخور الكبيرة ونبات الصبّار، وصفها الأديب التونسي “طاهر قيقة” وهو أحد أبناء هذه المنطقة “بالصخرة العالية”، وإنّ النّاظر إلى قرية تكرونة يلحظ الأثر الأمازيغي بوضوح من خلال منازلها القديمة ومحافظة أهلها على مأكولاتها الشعبية كالكسكسي والمحمّصة و خبز الطابونة، و كذلك اللغة الأمازيغية التي لا تزال حاضرة لدى أهلها، يقول طاهر قيقة “تكرونة هي الجبل، هي الريف، هي الجامع والزّاوية والمقبرة والصّخور المتناثرة، تذكّر أهل القرية بالشّدة والصلابة اللّتين جلبوا عليها مع الأنفة و عزة النفس و الشموخ ،تكرونة هي المنبت”.
وآثار البربر لم تقتصر على الجنوب التّونسي و الساحل بل إننا نجدها كذلك وسط البلاد التّونسية بمدينة القصرين و الشمال الغربي بمدينتي الكاف وسليانة.
ثقافتهـــم:
تعد الثّقافة البربرية ثقافة غير منغلقة على نفسها، وهو ما جعل البربر يساهمون مساهمة يشهد لها التاريخ في تشييد أركان الحضارات والثّقافات الكُبرى التي تعاقبت على تونس. وممّا لا شك فيه أن هذه الثقافة لا تزال متواصلةً، و يمكن تبينها إمّا من خلال الملبس أو المأكل أو المشرب أو العادات أو الطّقوس.
الملبس:
للبربر نمط معين للملابس يتغير بتغير طبيعة المكان والوقت، ومن المؤكد أنهم يحتاجون للعديد من المواد لصنع هذه الملابس كالصوف والقطن والحرير…. ولعلّ أهم الأزياء التي تميز البربر عن غيرهم “القشابة”، وهو رداء من الصّوف مقفل من أمام وبه كمّان و غطاء للرأس موصول به من خلف يقي من الشّتاء ولا يعوق الحركة، يستر الجسم كلّه حتى الرأس، يفضل لبسها أهل الجبال من البربر.
و كذلك البرنس ويصنع من الحرير أو الصوف أو القطن، أما السراويل وهي نوعان “الأول السّراويل التي تنتهي إلى أسفل الركبة، و هذا النوع مازال موجودًا في تونس إلى اليوم، و الثاني السّراويل الطويلة تصل إلى الكعبين”.
“من الجدير بالذكر أن المرأة البربرية كانت ترتدي القفطان واضعة فوقه الحزام الذي يصنع من الحرير أو الصوف.
وهذا النّوع من الملابس “القفطان” لا تزال المرأة التّونسية ترتديه إلى اليوم إمّا في مناسبات الزواج أو غيرها من الاحتفالات.
المأكل و المشرب:
يعد الطعام من أهم العادات الاجتماعية اليومية و التي يمكن من خلاله تبين ثقافة مجتمع ما وأصوله. لهذا سنحاول الإلمام بأهم وألذ الأطباق المنتشرة بين عامة البربر. ولعل أول طبق توصلنا إليه العصيدة و”تتكون من ماء مغليّ يضاف إليه دقيق ثم يحرك حتى ينضج، ويرفع عليه مرق الزيت واللّحم والبقول، و لا تزال العصيدة سائدة في أنحاء من جنوب تونس”. إضافة إلى الكسكسي والذي يعد من الاطباق الرئيسية في البلاد التونسية…أما الحلويات فنجد القطائف والخزينقات” وهي عبارة عن حشو العجين المماثل للكعك باللّوز والسكر المجروش، وتشكل على هيئة أزهار وورود، تعدّ جميع القطع كذلك ثم تنقش وتقلى في مقلاة نظيفة في زيت ساخن، ثم تخرج وتوضع في مصفاة ويوضع عليه ماء ويرفع. أما الشراب فينتشر لدى البربر شرب عصير العنب، وهم لا يستغنون عن شربه “بالإضافة إلى عصر أنزيز وهو من العنب الحلو الذي يطبخ حتى يذهب منه الثلث، ويرفع عن النار ويشرب، ولا سبيل إلى شربه إلا أن يخلط بمثله ماء، وأهل السوس يرون شربه حلالاً ما لم يتعدّ إلى حد السّكر لأنه يفعل بشاربه ما لا تفعله الخمر”.
الاحتفال بالأعياد:
امتزجت العديد من التّقاليد الاجتماعية الرائجة في العالم العربي وأثرت في الثّقافة البربرية من ذلك الاحتفال بعيد الفطر وعيد الأضحى والمولد النبوي الشّريف، والاحتفال بشهر رمضان ،إذ أن حلول شهر رمضان يعد مناسبةً دينيّة جليلةً وحدثا اجتماعيّا عند البربر “كان يتم إحياء ليالي هذا الشهر المبارك بالخروج إلى المسجد الذي تتضاعف إنارته اللّيلية وتطغى على دروسه النّهارية مواد الدّين على مختلف المستويات، وبالتالي تتصاعد أعداد قاصديه ويحرص المسلمون على أداء صلاة التراويح و قيام لياليه”.
أما الاحتفال بعيد الفطر وعيد الأضحى فقد جرت العادة أن يحتفل البربر بهما على الطريقة الإسلامية المعهودة، ففي آخر يوم من رمضان يتم رصد هلال عيد الفطر، وبمجرد رؤيته يعلن عيد الفطر. وفي الصباح الباكر يذهبون إلى المساجد لأداء صلاة العيد وتقديم الهبات “كما كانت الهبات والعطايا تهدى للمعلمين”.
وكذلك عيد الأضحى الموافق للعاشر من شهر ذي الحجة من كل عام، ويتمّ فيه نحر الأضاحي، أما المولد النبوي الشريف فهو “من الاحتفالات الإسلامية التي يعتني بإحيائها البربر المولد النّبوي، فهو عيد كريم يحتفل به تعظيما لرسولنا بتلاوة القرآن و الأحاديث و ذكر آثار الرّسول (صلّى الله عليه وسلّم ) و معجزاته وتتبع سنته العظيمة بالإضافة إلى التزين بأفضل الملابس عندهم، فهو يوم فرح وسرور”.
الاحتفالات الدّينيّة لدى البربر لا تختلف عن سائر البلدان العربية، ويمكن الإشارة هنا إلى أن أهل تونس يحضرون العصيدة للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وهي إحدى المأكولات التي نسبت إلى البربر حيث أن الأمازيغ يحضرون “العصيدة” للاحتفال برأس السنة الأمازيغية الموافق لـ 12 جانفي من كل سنة، ويعتبر هذا اليوم فاصلاً زمنيّا ومناخيا بين فترتين، فترة البرد القارس وفترة الاعتدال، لهذا يعرف لدى البربر برأس السّنة الفلاحية.
معتقداتهم:
لم يكن للبربر عقيدة ثابتة أو رسالة سماويّة كما كان لليهود والنصارى، فلهم معتقدات شتى سواء كانت مجوسية أو يهودية أو مسيحية.
ثم مع بداية الفتح الإسلامي وانتشاره بدأ البربر يتأثرون بالدّعوة الإسلامية، ومعلوم أن الفتح الإسلامي في بلاد البربر كان طويل الأمد صعبًا “إقبال البربر في مجملهم في النهاية على اعتناق الإسلام لنتيجة مذهلة، حيث لم يلاحظ هذا الإقبال في أي اقليم مرّ به الفتح الإسلامي، ولم تبق فيهم أقلية مسيحية رغم أنهم كانوا يدينون بها حتى أنهم وجدوا أسسها وفلسفتها وعلى رأسهم القديس “أغسطس” أو “القديس دونا” و غيرهم كثيرون، وعلى حدّ تعبير هشام جعيط “حرقت إفريقية مراحل” بما أن أغلب البربر أسلموا.
ولعل رفضهم في بادئ الأمر للإسلام لم يكن موجها للإسلام في حد ذاته بل إنه راجع إلى طبيعة الأمازيغي الذي يرفض أي طمس لحريته – فمعنى” أمازيغ “هو الإنسان الحرّ- و اعتبروا بداية الفتح غزوا عسكريا مشابها للغزو الفينيقي أو الرّوماني أو البيزنطي…و بالتالي فإن ما يمكن الإقرار به أن البربر أناس مسلمون واحتفالاتهم بالأعياد الدّينية التي سبق أن أشرنا إليها خير دليل على ذلك رغم اختلاف عاداتهم و تقاليدهم، فالبربر مجتمع معتز بأعرافه و تقاليده و متمسك بكل ما هو قديم إلاّ أنّ هذا لا يقارن بتمسكهم بالإسلام و اعتزازهم به حيث اعتنقوه عن قناعة تّامة”.
اللّغة:
اللغة البربرية لغة قائمة بذاتها ليست لهجة متفرعة عن لغة ولها لهجاتها المتفرّعة عنها منتشرة في المغرب والجزائر و ليبيا و جنوبي تونس و موريتانيا و مالي و النّيجر، وهي لهجات تلتقي في أصل واحد بصورة واضحة”.
رغم أن اللّغة البربرية لم ينزل بها كتاب، أي أنها لم تجد دافعا دينياّ يخدمها قط كما خدمت الدّوافع الدينية العبرية و العربية و بدرجة أدنى اليونانية واللاّتينية فهي تعدّ من أقدم اللّغات البشرية المنتشرة في المغرب العربي …وتعرف بلغة “الزاي” وتعريف الأمازيغي في وقتنا الحاضر قدرته على الإفصاح بلغة الزاي”.
وقد حافظ البربر على لغتهم خارج المدن على الأقل، و كانوا يطوّعون الكلمات الغربية على لغتهم بحيث يكون وجودها أمرا مقبولاً، فكانت عملية بربرة الكلمات عند البربر سهلة، بحيث إذا أرادوا أن يبربروا كلمة مقتبسة زادوا لها تاء مفتوحة في أولها وتاء ساكنة في آخرها فمثلا إذا أرادوا بربرة كلمة الدّار قالوا “تدارت” وكلمة حانوت قالوا “تاحنوت” وهكذا…”.
ولكن رغم تاريخية اللّغة الأمازيغية وتواجدها منذ القديم إلا أنها باتت مهددة بالاندثار والزوال، فبتونس مثلا و بمنطقة السند تحديدًا من مدينة قفصة نجد المسنين فقط من يتقنون اللغة الأمازيغية نتيجة استعراب سكان السّند في أواسط القرن الماضي، وهو ماساهم في تلاشي اللغة الأمازيغية شيئا فشيئا. ولعل في هذا السياق يحق لنا التساؤل عن اللّهجة التونسية و مدى تأثرها باللغة الأمازيغية ؟
بحكم الحضارات التي تعاقبت على هذه الأرض وتركت بصماتها واضحة على السكان و اللغة والثقافة، بالإضافة إلى ذلك فإن الجذور الأولى للهجة التّونسية أمازيغية باعتبار الأمازيغ هم السّكان الأصليون للبلاد، وهو ما يؤكد الاتصال الوثيق بين اللهجة التونسية و الأمازيغية، لذلك حاولنا البحث في مدى تطابق مفردات الدّارجة التّونسية مع المفردات الأمازيغية فتوصلنا إلى الآتي : فكرون والتي تعني سلحفاة.
زمور، ازمور وهي زيتونة المغارس.
كرموس، اكرموس وهو التين.
برنوس، ابرنوس و هو رداء أمازيغي.
بكوش وهو الأخرس.
شهيلي أي الحرارة المرتفعة.
علوش وهو الخروف.
سقنتري و هو البرد القارس.
قرجومة، تقرجومت و هي مقدم العنق.
خلال. اخلال و هو ما تثبت به المرأة ملابسها.
كسكسي، كسكس و هو أكلة أمازيغية مشهورة.
تبروري من أبروري و هو البَرد .
قطوس أي قّط.
إن تطابق الدّارجة التونسية و اللغة الأمازيغية حاصل في عدد كبير جدا من المفردات، وبما أن الدارجة التونسية ثرية بالألفاظ الأمازيغية يمكن القول إنّ شعب تونس قد تأثر تأثرا كبيرًا باللغة البربرية، ولعل العادات والتقاليد أكثر دليل على هذا التأثر، فمن خلال بحثنا في الحياة الاجتماعية اليومية التونسية ومقارنتها بالحياة البربرية لاحظنا أنها لا تختلف عنها، فكل زائر إلى تونس يلاحظ التأثير اللافت للحضارة الأمازيغية على الثّقافة التونسية؛ مثلا الكسكسي وهو الطبق المميز في البلاد والذي يعد أحد الأطباق التي تميز بها البربر” محلقي الرؤوس آكلي الكسكس لابسي البرنس. و كذلك البرنس والقشابية والتي تعد من اللباس التقليدي و لا يزال يرتديه آباؤنا وأجدادنا للاحتماء به من برد الشتاء وخاصة بالمناطق الداخلية للبلاد.
ولا ننسى المرأة الأمازيغية التي تصنف من أجمل نساء العالم وأول من استعمل كحل العين والوشم الذي يوضع على الوجه والذي بدوره يرمز إلى الأنوثة والخصب، فالمرأة الواشمة هي المرأة الناضجة للزّواج، ولعل كل ناظر للنّساء التّونسيات كبيرات السن من جنوب البلاد إلى شمالها يلاحظ ذاك الوشم على وجه التّونسيات.
رهاننا في هذا البحث قام على إثبات وجود البربر في تونس ومواطنهم و عاداتهم وتقاليدهم …فتوصلنا إلى أن البربر أناس موزّعون في العديد من الأماكن وإن اندثروا في أماكن أخرى فإن آثارهم واضحة إمّا من خلال عاداتهم و تقاليدهم التي لا يزال يمارسها سكان تونس، أو اللغة و خاصة الدارجة التّونسية التي تتصل اتصالاً وثيقا باللغة الأمازيغية.
المراجع والمصـــادر:
– ابن خلدون عبد الرحمان ،العبر وديوان المبتدأ و الخبر في أيام العرب و العجم و البربر و من عاصرهم من ذوي السّلطان الأكبر، مطبعة بيت الأفكار الدوليّة للنشر و التّوزيع، السّعودية ، دط، دت.
– خديجة شنعة، اعتناق البربر للإسلام، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في التاريخ تخصص دين المجتمع، تحت إشراف الأستاذ الدكتور رابح الونيسي، جامعة وهران كليّة العلوم الاجتماعيّة و الانسانيّة 2011 – 2012م.
– شفيق محمد، ثلاثة وثلاثون قرنا من تاريخ الأمازيغيين، دار النشر تاوالت، الدار البيضاء. دط.دت.
– ابن منظور، معجم لسان العرب(تحقيق عبد اللّه عبد الكبير، محمد أحمد حسب اللّه ، هاشم محمد الشاذلي).دار المعارف-1119.
– مقديش محمود، نزهة الأنظار في عجائب التّواريخ و الأخبار (تحقيق علي الزوّاري ومحمد محفوظ)، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان .دت.
– علي محمود عبد اللطيف الجندي، البربر في أفريقية في العصر الأموي، رسالة الماجستير تحت إشراف د . حسين يوسف روي، جامعة الأزهر، كليّة اللغة العربيّة بالقاهرة قسم التّاريخ و الحضارة.
– قيقة الطّاهر، الصّخرة العالية، دار سراس للنشر ، تونس. دت.