بقلم: سارة سلطاني
جُفونُ الشوقِ كحَّلها الغيابُ
و كفُّ القلبِ يهجرها الخضابُ
حنينُ الأرضِ للخُطُواتِ جُرحٌ
كطيفِ الغيمِ يَرقُبُهُ التُّرابُ
ترى الأعتابَ تُحصي كلَّ ظلٍّ
و عينُ البابِ يخدعُها السَّرابُ
و أضلاعُ الزَّوايا في ارتقابٍ
لضمِّ الشيبِ فالأحبابُ شابوا
جناحُ الصَّبْر قد ملَّ انتظارا
فرفَّ العُمرُ و انتفض العذابُ
على ظهرِ السؤالِ بثثتُ وجدي
فهل يُلقى على سُؤلي جوابُ؟
يئنُّ الصَّوتُ من حرفٍ تدلَّى
فحبلُ الموتِ تكسوهُ الرِّقابُ
و بُحَّ العُمرُ هجرانا وبُعداً
عُروقُ القلبِ يخنُقُها اغترابُ
ربيعُ الزَّهرِ قد أضحى خريفا
لغيرِ الأرضِ يحدوهُ انتسابُ
دَنتْ سُفُنُ المودَّةِ بعضَ خَطوٍ
على أَعناقِها التَمعَ اقترابُ
بُحورُ الوصلِ تحملها احتسابًا
إلى الأحبابِ يدنيها العَبابُ
بِحضنِ الضوءِ تسبيحٌ تعالى
يجرُّ النورَ يتبعُهُ الثَّوابُ
حصى الأشواقِ أَلْقَتْ كلَّ عشقٍ
على جسرِ المُنى قِطرًا يُذابُ
فلم يسطِعْ لهُ الهِجرانُ نقبًا
و في أوصالهِ ارتعشَتْ ربابُ
عَلَى طُورِ المَحبَّةِ قد تجلَّتْ
وُعودُ الوَصْلِ يحضنُها الخِطابُ
طُيورُ البينِ أقعَدها التَّلاقي
فعن أسفارِهِا الأَحبابُ تابوا