كشفت لنا إحدى الوثائق النادرة التي عثرنا عليها في الأرشيف العثماني التابع لرئاسة الوزراء باسطنبول (وثيقة رقم: BOA, Y. PRK. KOM, 3/42) حقائق مهمة عن الأعداد الهائلة من التونسيين الذين احتضنتهم ليبيا، والدّعم الذي قدمه لهم الشّعب الليبي على إثر الهجوم الفرنسي على البلاد التونسية واحتلالها في عام 1881م. فقد رفض عدد كبير من التّونسيّين الخضوع لإملاءات المحتل الفرنسي ما أجبرهم على اللّجوء إلى الأراضي الليبية. وهذه الأعداد الكبيرة من المهاجرين تكشف في الوقت نفسه القسوة الهائلة التي تعامل بها المحتل الفرنسي مع الأهالي في تونس من جميع المناطق والقبائل.
فقد بلغ عدد المهاجرين من قبيلة ورغمة وحدها 80 ألف شخص من بينهم 20 ألف مسلح، أما المهاجرون من قبيلة الهمامة فكان عددهم 52 ألف شخص، بينهم 15 ألف من المسلّحين. وبلغ عدد المهاجرين من قبيلة جلاص 20 ألف شخص من بينهم 5 آلاف مسلح، بينما بلغ عدد المهاجرين من قبائل سيدي تليل وماجر والمرازيق ونفات 10 آلاف شخص من كل قبيلة من بينهم عدد هام من المسلحين. وكان عدد المهاجرين من قبائل سيدي عبيد والفراشيش والسواسي 5 آلاف شخص من كل قبيلة. وتوزّع بقية المهاجرين بنسب متفاوتة بين قبائل دريد وبني يزيد والمثاليث وأولاد سعيد وأولاد عيار وغيرها من القبائل الأخرى. وبلغ العدد الجملي للمهاجرين أكثر من 230 ألف شخص، من بينهم نحو 50 ألف من المسلّحين.
المصـدر: الأرشيف العثماني التابع لرئاسة الجمهوية التركية باسطنبـول (وثيقة رقم: BOA, Y. PRK. KOM, 3/42)