بقلـــم: عبـد المجيد كامـل
التّونسيون أهل جد وعمل، وهم على جانب عظيم من الوداعة وحسن الخلق شديدو التمسك بالدّين كثيرو المحافظة على العرض حتّى أنك إذا رأيت نساءهم في الطّريق ظننتهن أشباحًا متحرّكة، حيث لا يظهر منهن شيء على الإطلاق. ولقد عجبت كيف ينظرْن الطّريق!!! (…)
والنّساء عندهم لا يخرُجن إلى الأسواق إلا نادرًا جدّا، وأكثرهن من العجائز. أمّا البيوت، فإنّك لا تكاد تسمع فيها همسًا كأنّما هي خلو من السّيدات. والرّاقصات والمغنيات وما أشبههن – كلّهن من الإسرائيليّات، وليس بينهنّ مسلمة على الإطلاق. وهذه لعمر الحقّ ميزة تمتاز بها تونس عن كثير من البلاد الشّرقية.
احتفالاتهــم الرّسمية:
تحتفل الأمة التّونسية احتفالاً رسميا بالعيدين وبمولد النّبي صلى الله عليه وسلم، وبليلة ٢٧ رمضان، وفي الأولين يقابل سمو الباي وفود المهنئين بالملابس الرّسمية، ويتبادل المسلمون الزيارة كما هو المعتاد.
وفي مولد النّبي كذلك – ويزاد عليه إقامة الزّينات في الحوانيت وترتيل الأذكار وتوزيع الصّدقات وما أشبه ذلك، خصوصًا في تونس والقيروان. ومن عادة التّونسيين أنهم يسلّمون على الأمير يتقبيل راحته لا بظاهر اليد كما يفعل غيرهم – فاذا كان المسلم عزيزًا لديه أو كان من ذوي المقامات العالية قبل الأمير من كتفه. وهكذا يفعل القوم مع بعضهم البعض عند كلّ مقابلة.
لغتهـــم:
إن لغتهم الأصلية هي اللّغة البربرية، وقد يتكلم أغلبهم الآن الفرنساوية. ويتكلم بعض المتنوّرين منهم اللغة العربية الفصحى، وأما الباقون فلهم لغة تكاد لا تُفهم. ومن الغريب أنه يوجد في تونس بعض كلمات باللّغة التركية لم تزل مستعملة إلى الآن – منها (كاغد) أي ورق (وياساق) بمعنى ممنوع وهكذا.
وهذا جدول ببعض الألفاظ التّونسية كثيرة الاستعمال، وما يقابلها في اللّغة العربية المتداولة:
باهي جميل مازال بعد
ياسر للغاية ما يسلمش لا بأس
ثم موجود كيف آش ماذا؟
برشه بكثرة سامحني عن إذنك
قلالة قليل إيش تكون من أنت
بركه فقط ايشن يقولك ما اسمك
هكا هكذا كيفنك كيف أنت
هوني هنا ايشن هي حوالك؟ كيف حالك؟
هاذوما هؤلاء الله يبارك حسن
توا حالا أنا حاجتي بك أنا في حاجة إليك
غدوة غدا ايجا تعال
نمشو جميع نذهب معَا وقيد كبريت
نتلقاه نقابله بقعه مكان
المصـــدر: عبد المجيد كامل، كتاب “في بلاد النّاس (القطـــر التونسي)، مصر 1912م.