برقية الحــزب لرئيــس الــوزارة الفرنسـيّة،
عقد الحزب الحرّ الدستوري التّونسي اجتماعًا كبيرًا بحضور مندوبين من كافة أنحاء تونس للاحتجاج على دفن المتجنّسين في مقابر المسلمين بقوة، و قرّر إرسال برقية شديدة اللّهجة إلى الميسو دولاديه رئيس الوزارة الفرنسي، هذا نصّها:
” الميسو دولاديه رئيس الوزارة الإفرنسيّة، باريس،
“الميسو بول بونكور وزير الشّؤون الخارجيّة، باريس،
“على إثر الموقف الشّاذ الذي وقفته سلطة الحماية، ودفنها بقوّة السّلاح شخصًا متجنّسا في مقابر المسلمين، بالرّغم عن إرادة المسلمين، هاج الشّعب التّونسي لتجرّؤ السّلطة على محاولة مسّ كرامة المسلمين و التّدخل في شؤونهم الدّينية.
إنّ هذا الموقف ممّا يمس أرق شعور في نفوس المسلمين، لذلك يطلب التّونسيّون بالإجماع من السّلطة الحاكمة أن ترسل لجنةً نزيهةً مؤلفة من أشخاص إفرنسيّين تنتخبهم الحكومة الإفرنسية، ومن أشخاص تونسيّين ينتخبهم الشّعب التّونسي لتقرير مصير المتجنّسين بعد وفاتهم ،لأنّ إصرار السّلطة على دفن المتجنّسين في مقابر المسلمين، وإصرار المسلمين على الحيلولة دون ذلك الدّفن من شأنه أن يوقع البلاد في اضطراب لا مثيل له.
إنّ من واجب السّلطة أن تسعى في تهدئة الخواطر و ليس في إثارتها، وأن تراعي شعور المسلمين لا أن تقاوم”.
فالحزب الحرّ الدّستوري التونسي الذي يتشرف بأن ينطق بلسان التّونسيين يحتج بشدة على تصرفات السّلطة المخالفة لنصوص الدّستور التّونسي و التي تدلّ على استهتار السّلطة بحقوق الشّعب. أمّا أن تهزأ السّلطة بشعور الأهلين ولا تجيب مطالبهم فذلك مما يجر إلى عواقب وخيمة”.
المصـــدر: الجامعة العربية، العــدد ١٠٨٣، الخميس ٢ صفر سنة ١٣٥٢هــ/ الموافق لــ ٢٥ ماي سنة ١٩٣٣م.
وهل الفرنسي السلم يمنع دفنه في مثابر المسلمين؟